-->

الثلاثاء، 7 أبريل 2020


عقوبة الساحر
معلوم في الشرائع والعقول أن العقوبات تكون موازية للجنايات، وجناية السحر ظلم للنفس وتعدي على الحق، لذلك ذهبت بلاد الممالك الغربية التي فرضت على السحرة أشد العقوبات ونالهم بذلك التنكيل والتشهير ومصادرة الأموال وإنزال العقوبات بهم، فكانت كلٌ من فرنسا وألمانيا وإيطاليا تحكم على السحرة بالإعدام.
وعقوبة السحر في الإسلام مرتبطة بحكم تعلم السحر، وقد ورد في ذلك عدة حوادث في زمن صدر الإسلام، فهذا بجالة بن عبدة يقول:
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. فقال بجاله: فقتلنا ثلاث سواحر، وجاء كذلك عن حفصة رضي الله عنها، أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقتلت.
لذلك ذهب الأئمة أبو حنيفة ومالك، وأحمد وجمهور أهل العلم إلى وجوب قتل الساحر من غير استتابة. وعزا القرطبي هذا القول إلى جمهور أهل العلم، وقال به من الصحابة:عمر وعثمان وابن عمر وحفصة وأبو موسى الأشعري، وعزاه القرطبي كذلك إلى سبعة من التابعين. وأما مذهب الشافعي فقال السبكي ماحاصله أن السحر له ثلاثة أحوال: حال يقتل كفراً، وحال يقتل قصاصاً، وحال لا يقتل أصلاً بل يعزر، أما الحالة التي يقتل فيها كفراً إن عمل بسحره ما يبلغ الكفر، والحال التي يقتل قصاصا إن كان قتل بسحره، وإلا يعزر.


0 تعليقات على " عقوبة الساحر "